المناخ :
تقع صانور ضمن المناطق شبه الرطبة بما أنها جزء طبيعي من جبال نابلس حيث أن هذا المناخ يسود مناطق الجليل الأدنى وجبال نابلس والقدس والخليل, ويسودها أيضا مناخ البحر المتوسط حيث أنها تقع ضمن هذا الإقليم الذي يسود شمال فلسطين مع وسطها, حيث تتلقى هذه المناطق أمطارا يتجاوز معدلها السنوي 400-500مم ( ).
وتتميز صانور بمناخ متميز يتصف بصيف حار وجاف وشتاء معتدل وممطر حيث أن الغيوم القادمة من البحر المتوسط تصطدم بالسلاسل الجبلية للضفة الغربية وتفرغ معظم حمولتها فوقها. وبما أن موقعها مرتفع نسبيا بالنسبة للقرى المجاورة لها فان ذلك يمنحها زيادة لكمية الإمطار السنوية شتاءا فهي منطقة متوسطة الارتفاع عن سطح البحر حيث يبلغ المتوسط السنوي لدرجة الحرارة فيها 20 درجة مئوية( ).
ونظرا لصغر حجم صانور ومرجها وتضاريسها الجبلية المحيطة بها يفضل دراسة الإمطار التي تناسبه عبر محطة الأحوال الجوية لمدينة ميثلون التي تقع في وسط الحوض نفسه عوضا عن استعماله لمحطات أخرى موجودة خارج الحوض كمحطات قباطية وطوباس. إذ مهما يكن قرب هذه المحطات من المرج فإنها ستؤثر سلبيا على دراسة أمطار مدينة ميثلون والجدول التالي يوضح متوسط الإمطار السنوية والشهرية لثلاث محطات رصد جوي قرب صانور. جدول رقم(8) .
جدول رقم(8)* : متوسط الإمطار السنوية والشهرية لثلاث محطات رصد قريبة من قرية صانور(مم).
معدل كانون أول معدل تشرين ثاني معدل تشرين أول معدل أيار معدل نيسان معدل آذار معدل شباط معدل كانون الثاني المعدل السنوي الفترة الزمنية المحطة
134 60 18 4 26 85 109 134 565 92-63 قباطيا
81 53 11 1 16 56 87 104 415 92-69 طوباس
139 72 18 6 27 87 122 149 619 92-53 ميثلون
*دائرة الأرصاد الجوية, ميثلون,جنين.
المبحث الثاني
1- التسمية
تعددت الآراء في أصل تسمية صانور بهذا الاسم, فيقول الدباغ(صانور) بفتح أوله وضم ثانيه وراء في آخره, ربما كانت صانور تقوم على بقعة (شامير)أو(شامور) بمعنى الشوك أوالصوان العربية الكنعانية( ).
وقد أيد الدكتور شكري عراف أصل التسمية هذه كما ورد في معجم أسماء المدن والقرى الفلسطينية وتفسير معانيها أن صانور أصل تسميتها عربي كنعاني بمعنى الشوك أوالصوان. وأضاف الدكتور عراف في كتابه معجم أسماء المدن والقرى الفلسطينية وتفسير معانيها ومدلولاتها السياسية أن صانور أخذت اسمها من المرج الذي تشرف عليه وربما تحريفا لقرية شامير أوشامور بمعنى الشوك أوالصوان.
كما تكتب وتلفظ صانور بداية بحرف السين" سانور" كما ورد في الموسوعة الفلسطينية حيث ورد في كتاب كل مكان واثر في فلسطين أن سانور مستوطنة طائفية في جبل نابلس تبعد حوالي 17 كم شمال شرق طولكرم وسميت باسم السهل الواقع إلى الشرق منها.
ويقال أن صانور تحريفا لكلمة "سنور" وهي اسم قائد روماني. هذا أن دل فإنما يدل على أن هذه القرية المبنية قديمة بنيت على يد الرومان. أما صانور بمقطعيها سا- نور فهي تعني مجرى النور( ).
2-نشأة القرية:
نشأت النواة الأولى فوق تل منعزل في وسط القرية. حيث شكلت مركز آل جرار وقرية كرسي المشيخة الرئيسية لجبل نابلس( ).
تقع هذه النواة في منتصف الطريق بين شارع نابلس وجنين الرئيسي وتبعد عنه حوالي 5 كم. هذا الموقع الجبلي للقرية جعلها محصنة تحصينا طبيعيا يجعل العدومكشوفا إذا داهمها من جهاتها المختلفة. وأبعدها عن خطر الغرق الذي يحدث في فصل الشتاء في سهل صانور, وكان لهذا الموقع الحصين اثر كبير في رد غارات المغيرين عليها ومساعدا لأهلها غلى الاستقلال بالشؤون الداخلية للقرية.
كان الشيخ محمد الزبن من (آل جرار) قد بدأ بناء منازله في صانور. وبعد إتمام البناء أحاط البلدة بسور متوسط الارتفاع كان أساسا لسورها التاريخي الذي أقيم فيما بعد. ولما تولى المشيخة الشيخ يوسف الجرار عام 1772م كان أول عمل قام به هوإتمام منازل البلدة وإنشاء السور وإقامة القلعة لتكون قاعدة لجبل نابلس ورمزا لشموخه وإبائه, وحصنا يتمتع به أبناء الجبل في الأزمات وبني بها قصرا كتب على بابه الرئيسي( ).
كن رزينا إذا أتتك الرزايا وصبورا إذا أتتك مصيبة
فالليالي من الزمان حبالى مثقلات يلدن كل عجيـبه
استعان الشيخ يوسف بإنشاء القلعة بأصدقائه وأنصاره, وأمده شيوخ جبل نابلس بالأموال والعتاد ومهرة العمال وخاصة آل قاسم وال ريان وال النمر وآل جيوسي وتم بناء السور والقلعة عام 1188هـ - 1774م. وكانت مساحة هذه القرية لا تتجاوز العشر دونمات وهي تشمل على القصر المبني داخل سورها( ).
وقد تم بناء هذه القلعة بالشيد والزيت فكانت جدرانها صلبة وقوية. وقد بلغ عرض قاعدة هذا السور الذي حولها ثلاثة أمتار وارتفاعه خمسة عشر مترا. وللقلعة ثلاثة أبواب معروفة وموجودة إلى هذه الأيام( ) وباب سري لا يعرفه إلا أهل القرية ويسمونه "باب السر"، ولها ثلاثة أبراج ضخمة.
وتشتمل القلعة على عد كبير من المغاور والآبار التي كانوا يلجئون إليها وقت الحصار, وكانت هذه الآبار تحفر يدويا حيث كانت المصدر الأول والرئيسي للمياه في القرية.
ومن أهم أسماء هذه الآبار بئر" متيرك" وبئر الجامع"بئر الحارة" وبئر القوسة حيث وجد هذا البئر داخل منزل المرحوم فريد محمود جرار, وهناك أيضا بئر " رشود"( ).
يبلغ مسطح القلعة 675متر مربع( ) وقد هدمت بعض أبنية القلعة بفعل العوامل الجوية والإهمال الذي أصابها والبنايات الجديدة التي غطت عليها. ويشر أهالي القرية أن سور القلعة كان مبنياً قبل أن يتم بناءه الشيخ محمد الزبن" ابن جرار".
وفي مدخل القلعة الغربي كان هناك سجن ومشنقة. وقد استخدم الجزء الغربي من القلعة كمقر لإدارة الحكم كما يبين المخطط في (الصفحة التالية). ويتكون الطابق الأرضي من غرفة الحرس والسجن ومدخل خاص يقضي إلى مضافة وعليَة الشيخ حيث تقع في الطابق الأول. والى جانب العلََية يوجد مجموعة أخرى من الغرف استخدمت لادراة المشيخة, وقد خصص طابق من هذه القلعة للحريم( ).
وفي مدخل القرية الشرقي يقع الجامع القديم. ويذكر بان هذا الجامع قديم جدا حيث يعود تاريخ بناءه إلى قبل 650 سنة. وفي داخله يوجد قطعة من الحجر كتب عليها تم تجديده من قبل محمد سعيد بن يحيى رحمه الله في 12 ربيع الأول سنة 805هـ. حيث أضاف إليه غرفة أخرى( ). ثم قام بتجديده مرة أخرى الشيخ قاسم محمد احمد(آل جرار) سنة 1269هـ. كما يتضح ذلك في ألكتابه الموجود على باب المسجد( ).
وفي مقابلة مع الحاج احمد محمد مرعي أبوعلي الذي يعمل في حقل البناء فقد أضاف انه في أثناء ترميم المسجد كان هناك حجر تاريخي مكتوب عليه جدد بعهد الشيخ قاسم الجراري( ).
كان أهم شيوخ هذا المسجد الذين علموا فيه وتربى على أيديهم أجيالا عديدة, الشيخ موسى من قرية جيت, والشيخ رفيق أبوالحوا والشيخ حسن كتوت غربية الذي كان يعمل مؤذنا للمسجد( ).
صورة رقم (1) المدخل الرئيسي للقلعة
صورة رقم (2) قطعة الحجر الموجودة في الجامع القديم
أما بيوت القرية فكان نظام البناء فيه بشكل متراص قريب من بعض, حيث يفصل بين هذه البيوت مداخل صغيرة وضيقة كانت تسمى ب(الزقاق) حيث أن هذه المداخل لا تتسع لمرور أكثر من شخص ( ).
وقد قسمت الزقاق في البلد القديمة في القرن التاسع عشر إلى زقاق العيسة وزقاق الحبايبة , كان آل جرار في ذالك الوقت قد رحلوا إلى قرية جبع والقرى المجاورة بعد أن حاصرهم عبد الله باشا في صانور بحيث لم يبقى منهم إلا القليل الذين لم يكونوا يملكون حصص لهم في الأرض. تقع هذه الزقاقات في الجهة الشمالية من القرية ,بحيث لا يفصل بينها إلا مداخل خاصة بكل عائلة ,كان لعائلة العيسة مدخل خاص بها ولعائلة الحبايبة مدخل آخر لهم ,وكانت لهذه المداخل بوابات تغلق ليلا حفاظا على الأمن وحتى لا يدخلها غريب( )
كان من البيوت الموجودة في زقاق العيسة ،1-بيت احمد ناصر أهدب2- وبيت ذيب إبراهيم أبوإسماعيل , 3-بيت سعيد الجسيم 4-عقاب عبد الله عيسة.
أما زقاق الحبايبة فمن بيتهم 1-بيت احمد خليل عماوي 2-بيت قعدان حبايبة 3-بيت صالح شحادة 4-بيت يوسف العبد الله صالح.
كان البيت قديما يبنى نمن كراب وشيد ويغطى سقفه بالخشب(القصيب) ,فلم يكن هذا النوع من البناء جيدا أومريحا ,فكان الماء يتسرب منه إلى الداخل في فصل الشتاء ,ومن ثم تطور هذا البناء وأصبح البيت يبنى من الحجر والشيد ويغطى السقف بالقباب فتسمى الغرفة(العقد),حيث تعقد القبة في السقف بدل من القصيب أوالتراب, وكانت نوافذ العقد عالية بعض الشيء ,وكان يبنى تحت القبة قبة اصغر منها تسمى (الراوية) فكان أهل البيت ينامون تحتها في فصل الشتاء ( )
صورة رقم (3) أحد الزقاق الموجودة في البلدة القديمة
أما بالنسبة للمعاصر فقد وجد في البلدة القديمة ثلاث معاصر كانت تسمى (بدود) مفردها (بد) هذه المعاصر كانت يدوية لعصر الزيتون ( ).
البد الشمالي: بالقرب من دار اسعد الكبش, كان ملكا لآل جرار.
البد الوسطاني : بالقرب من دار الحاج حسين ولد علي ,/ كان ملكا لدار ابن علي .
البد القبلي: كان ملكا لأهل البلد جميعا, استعملته جميع العائلات.
ويذكر أن هذه المعاصر كانت ملكا (متوارثة) للعائلات أي لا تخرج إلى عائلة غير العائلة المالكة لهذه المعصرة , وفي عام 1945 استبدلت هذه المعاصر بمعاصر حديثة (داكية) فأصبحت المعصرة عبارة من شركة مساهمة لجميع العائلات , وكان اجر عصر الزيتون جره واحدة من كل عشر جرات زيت, ويوصف البد بأنه مغارة تحت الأرض فيها حجر مستدير على قاعدة مرتفعة , في هذه القاعدة خشبة , يربط عليها حصان فيجر الخشبة بشكل دائري , ويوضع الزيتون تحت العجلة المستديرة حتى يهرس جيدا, ثم يوضع في (قفف) من الليف , وتوضع هذه القفف تحت خشبة فيوضع عليها حجر كبير الوزن لكي تضغط على الزيتون فينزل الزيت فيها ثم تصفى ويصبح صالحا للاستعمال .
من أهم استعمالات الزيت في ذالك الوقت , عدا انه مصدرا رئيسيا للغذاء , فقد استخدم الزيت لإنارة المصابيح أو(السراج) في البيوت والشوارع ليلا , وكان بعض الفلاحين يأخذون أجرار الزيت إلى المدينة ( مدينة نابلس) بواسطة الجمال لأنها كانت الوسيلة المستخدمة في ذالك الوقت فلم تكن وسائل نقل حديثة ولا طرق معبدة, ويبيعون هذا الزيت في المدينة ويشترون بثمنه لوازم البيت وملابس لهم , وكانت علاقة فلاحي القرية بتجار المدينة وخاصة تجار الأقمشة علاقات جيدة.
حيث اعتنى التجار كذلك بتمكين العلاقة بزبائنه فمن ذلك أن زبائن أبناء الحاج إسماعيل الخمسة الأصغر سنا الذين تشاركوا في تجارة الأقمشة فقد تركزت تجارتهم في جبع وسيلة الظهر وصانور وميثلون وكان اكبر تركيز من هذه القرى ناحية مشاريق آل جرار ( ).
التعليم في القرية:
كان التعليم في قرية صانور حتى النصف الأول من القرن التاسع عشر مقتصرا على التعليم الديني في المساجد والكتاتيب سواء في مكان الدراسة وهو" المسجد" أوموضوع الدراسة حيث كان مقتصرا على تعليم القران الكريم وتحفيظه للطلاب. وكذلك القراءة والكتابة العربية والحساب وكان يقوم بهذه المهمة شيخ الجامع. حيث كان المسجد نفسه غرفتين ويعتبر مدرسة للطلاب الذكور أما الإناث فلم يكن يسمح لهم بالتعليم في ذلك الوقت. وكان تعليم الذكور للصف الرابع فقط( ).
أما في القرن العشرين فقد شهدت القرية تطورا ملحوظا في العملية التعليمية حيث تم بناء مدرسة جديدة للبنين, كان فيها التعليم للصف السابع ويكمل الطلاب الذكور تعليمهم في ميثلون وسيلة الظهر( ).
ثم وسعت هذه المدرسة التي كانت عبارة عن غرفة بجانب المسجد إلى غرفتين أوعقدين في خارج السور.حيث تم إنشاء هاتين الغرفتين بمكان مدرسة صانور الثانوية للبنين الموجودة حاليا على يد محمد طاهر احمد حسين ابن علي" أبونزار" عام 1956م( ).
أخذت هذه المدرسة تتوسع شيئا فشيئا إلى أن أصبحت مدرسة صانور الثانوية للبنين, وقد درس في هذه المدرسة نخبة من المعلمين ومن أهم من درَس فيها.
1-الشيخ موسى جوهري من نابلس عام 1936م.
2- الشيخ محمد عودة من قرية بديا عام 1937م.
3- يوسف علي من قرية سيريس عام 1940م.
4- طاهر احمد حسين ولد علي " أبونزار".
5- الشيخ عباس.
6- الشيخ فياض.
7- السيد عبد الرؤوف نصر ولد علي.
8- حسني ادهم جرار.
9- نايف زهدي جرار.
10- بشير جوهر ولد علي.
11- محمد ادهم جرار.
12- حسين علي ناصر حبايبة.
13- حسني عمر عبد الله عيسة.
14- سليم محمد ولد علي.--
ويذكر الدباغ انه كان في صانور مدرسة ذات معلم واحد وبها 54 طالب . تأسست عام 1305م أيام العثمانيين. ويندر أن تجد بين رجال هذه القرية من لا يلم بالقراءة والكتابة, وبعد النكبة, أصبحت مدرستها إعدادية ضمت في عام 1966-1967م(175 طالبا), ثم انشات وكاله الغوث للعائدين فيها مدرسة للبنات وهي ابتدائية تامة, بلغ عدد طالباتها في سنة 1961م (290طالبة) ( ). كان التدريس فيها للذكور من الصف الأول إلى الصف الثالث, وللبنات من الصف الأول إلى الصف التاسع, ثم فصل الذكور عن الإناث في مدرسة خاصة بهم تابعة لمدرسة البنين.
الأربعاء أكتوبر 28, 2009 12:04 pm