تمهيد:
كان حكام جبل نابلس في هذه الفترة (القرن الثامن عشر والتاسع عشر) من زعمائها المحليين يقول بيركهامت في زيارته لنابلس سنة 1812م "يحكم أهالي نابلس زعماؤهم أنفسهم المفوضون من قبل الباشا بفرمان لهذا الغرض"( ).
وكان زعماء جبل نابلس في القرن الثامن عشر آل جرار" أمراء الريف". وال طوقان وآل النمر, أما في القرن التاسع عشر فقد تركزت السلطة بيد آل جرار في قرية صانور, وال عبد الهادي في قرية عرابة, والشيخ قاسم الأحمد والشيخ صادق الريان من ناحية جماعين, وال طوقان في مدينة نابلس( ).وكان جبل نابلس ينقسم إلى متسلميتين: متسلمية"اللجون" والتي انتقلت فيما بعد إلى جنين ومتسلمية نابلس وكان وكان آل جرار أمراء المتسلمية اللجون منذ أوائل القرن الثامن عشر, ففي بداية القرن الثامن عشر قامت الدولة بتعيين الشيخ "محمد الزبن" ابن جرار أميرا على اللجون في بلاد حارثة( ) واستمر مستسلما إلى ما قبل وفاته عام 1772م حيث سلمها ابنه الشيخ يوسف الجرار" سلطان البر" ما يقارب من أربعين سنة, جمع خلالها من متسلمية نابلس وجنين مدة ثمانية عشر عاما, وبعد وفاته تسلمها ابنه "داوود" الجرار عام 1809م وحتى توفي عام 1819م, وتسلمها بعده الشيخ عبد الله اليوسف الجرار عام 1820م حتى عام 1930م( ).فقد كان هؤلاء الحكام من أبناء آل جرار وجبل نابلس, وشعب هذا الجبل من القبائل العربية الأصلية, فكانت ترابط بهذا الجبل وقاعدته-صانور- وتحرسه من الغزاة الطامعين. وان ما كان يحدث بين هذه القبائل من خلافات لا يعدو أن يكون خلافا عابرا بين الأخ وأخيه. وسرعان ما كانت تلك الخلافات تنتهي بفضل العقلاء والحكماء من أبناءه. فكان هذا الجبل هدفا للطامعين الذين يرغبون في إدخاله تحت سيطرتهم والاستيلاء على خيراته ولكن ثبات أهل الجبل ووقوفهم صفا واحدا في وجه الطامعين كان من الأسباب الرئيسية التي حافظت عليه فترة غير قصيرة قبل أن يتولاه الأغراب. ومن هؤلاء الذين حرصوا على أن يثيرون الفتن في هذا الجبل ومركزه"صانور" وعملوا على أن يستولى على هذا المركز ويدمروه كما يلي:
صانور وظاهر العمر:
ظاهر العمر: كان احد الحكام المحليين في فلسطين في فترة الحكم العثماني وقد حكم فلسطين في عهد محمد علي باشا.
وكان الشيخ ظاهر العمرشيخا للزيدانية الذين كانوا يستقرون في منطقة صفد وطبريا, وكان ذا عقل راجح ونظر ثاقب وفراسة وفروسية. وقد برز في سنة 1773م عندما عين واليا على طبريا. ثم في عام 1744م استولى على عكا وجدد سورها وحكم في الناصرة. ثم قام بالاعتداء على أراضي مرج ابن عامر. ثم ذهب إلى حيفا أخر حدود جبل نابلس, فخربها وانشأ بقربها مدينة أخرى باسم حيفا الجديدة. وأقام بها برجا لحمايتها, ثم ضم الطيرة والطنطورة إلى حكمه( ).
وقد أثار بعمله هذا أمراء جبل نابلس الشيخ محمد الجرار, وابنه الشيخ إبراهيم الجرار والشيخ ابن ماضي شيخ منطقة حيفا فكتبوا .إلى الشيخ أمير الصقر وعرضوا عليه التحالف معهم ضده, فوافق واخذ المشايخ يجمعون حشود ويستعدون فخرجت جموع جبل نابلس بقيادة الشيخ إبراهيم الجرار والشيخ ابن ماضي, فخرج ظاهر العمر بما جمع من رجاله إلى مرج ابن عامر, فرتب رجال ونصب الكمائن للانقضاض من وراء الخصوم وبعد الاشتباك دارت المعركة فكتب له فيها الغلبة وانهزمت خصومه وقتل منهم عدد عظيم وكان من جملة المقتولين إبراهيم الجرار الذي وقع في كمين. ثم زحف ظاهر العمر وضرب الحصار على قلعة صانور. ولكنه لم يتمكن من دخولها ولا من الزحف إلى نابلس كان هذا عام 1753م. بعد هذه الأحداث كتب زعماء آل جرار وال طوقان وال ماضي إلى ولي الشام يستنجدون به, ولكن سليمان باشا نصحهم بمصالحة ظاهر العمر لفرصة أحسن, فلما كثرت الاعتداءات من الشيخ ظاهر العمر على جبل نابلس, ففاجأه الشيخ يوسف الجرار جبل نابلس تدخل عليه قصره ففي بلدة شفا عمر ففر من البلدة وقام الشيخ يوسف بهدم قصره ثم عاد بمجموعة إلى صانور.
بعد هذه الغزوة اخذ ظاهر العمر يفكر بأمر جبل نابلس, لكنه عرف انه يقف أمام خصم قوي, فبعث رجلا محنكا من رجاله إلى صانور بصفة"حلاق" ليتقصى الأخبار وكان هذا الرجل شاعرا وبعد فترة قضاها في صانور عاد إلى ظاهر العمر وينصحه ويقول :
يا دار ظاهر من بعد العمار دمار يا دار ظاهر صرت منبت الأقحوان
يا ظاهر ما تقدر تعادي ابن جرار ويمي منسفه للضـيف جــــرار
وشيخ ابـن رمــية للشور شوار ومعقد اختياره والسيف جــــرار
بلاد القيس طاعت لابن جــرار غـمود الغـر بسنين الغـــــلا
أيا ظاهر أدبر حالك وابعد المشوار جيب جاه كبير تليق بإبن جـــرار
والله ما يحميك من الموالي في حلب أوأمير مصر ارض الغر والفخــار
فذهب ظاهر إلى موالي شيوخ صلب في تلك الفترة وكانوا على صداقة متينة مع الشيخ يوسف الجرار وجاء ظاهر ووجده عشيرته مع الجاهة من شيوخ الموالي واستقبلهم الشيخ يوسف في قرية جبع المجاورة لقلعة صانور ولا زال المكان الذي نصب فيه الخيام ونزلوا فيه ويسمى لغاية الآن بـ"حبلة الظاهر".( )
صانور وعثمان باشا الكرجي:
قامت الدولة العثمانية بتعيين عثمان باشا الكرجي واليا على مصر على أن يخضع ظاهر العمر ومماليك مصر فخولته سلطة كافية وأمدته بكل ما يلزم له , فنزل دمشق وكان يطمح بولاية الشام, فتآمر مع مصطفى طوقان الذي كان وقتها في دمشق بعد أن انسحب من نابلس ضد محمد باشا العظم والي الشام , الذي كان في الحجاز من الركب السامي ونسب إليه التقصير في الدفاع عن الشام ضد أبوالذهب وظاهر العمر , وكتب بعد ذلك إلى السلطان فصدرت الأوامر السلطانية بعزل محمد باشا العظم وتولية عثمان باشا الكرجي فكان على ولاية الشام وتعيين مصطفى ببك طوقان أمير أمراء بلقب باشا على ألوية يافا وغزة والرملة ونابلس( ).
وتضايق جبل نابلس من غضب عثمان باشا الكرجي ولاية الشام من أسياده آل العظم واعتبروه ناكرا للجميل ومخالفا لأعراف ذلك العصر الإقطاعي النبيل , فقام جبل نابلس بتأبيد محمد باشا العظم , وقام الشيخ يوسف الجرار وآل النمر وعلماء نابلس بالاتفاق على ظاهر العمر ضد الكرجي.
وفي مصر تغلب أبوالذهب على فائدة علي ببك الكبير وأخذ يعد العدة للانتقام من ظاهر العمر الذي سبب له المتاعب , وفي نفس الوقت تشجع الوالي عثمان باشا على ظاهر العمر في جبل نابلس إذا باتفاق ظاهر العمر مع جبل نابلس أصبحت سوريا الجنوبية خارجة عن الدولة ( ).
بلغ مشايخ جبل نابلس وظاهر العمر استعداد والي الشام وأمير لبنان للهجوم من الشمال واستعداد أبوالذهب للهجوم من الجنوب فآخذويستعدون للمقاومة وبدأ الاستعداد لبناء الحصون والقلاع , وتم تحصين أبراج قلعة صانور وبناء السور المحيط , ولما كان اظم الخطر من الشمال فقد رابط الشيخ يوسف الجرار مجموعة ومعه إبراهيم أغا النمر وعدد من مشايخ جبل نابلس في مرج ابن عامر لصد جيش الشام ولبنان , وكان عثمان باشا عندما صمم على مهاجمة جبل نابلس قد طاب من الأمير يوسف الشهادي الذي تولى إمارة لبنان أن يساعده فتوجه الأمير بجيشه من جبل الشوف وتوابعه والتقى بالوزير في الطريق وسار معه حيث اصطدم مجموع جبل نابلس في مرج ابن عامر بقيادة الشيخ يوسف الجرار الذي انسحب أمامهم إلى الداخل وحاصر في قلعة صانور إلى أن قضي على أبي الذهب ( ) .
ويروي أن إبراهيم باشا النمر كان من بين المدافعين عن قلعة صانور , وان آبار القلعة قد جفت في تلك الأثناء , فاستغاث الأمير الصوفي فأتت غيمة وأمطرت فوق صانور فامتلأت الآبار وتشجع المحصورون في صانور وقلعتها على المقاومة في تلك الأثناء وحضرت إلى صانور نجدات الحصون الغربية بعد انسحاب جيش مصر وباغتت جيش الشام ولبنان أما فأصبحوا محصورين بعد أن كانوا محاصرين , وغدوبين هجوم النجدات من الخارج وهجوم الجموع التي في القلعة , فاضطروا إلى الانسحاب بعد أن تكبدوا خسارة عظيمة , وقيل كان عدم استيلاء عثمان باشا على القلعة هوتآمر جيش الأمير يوسف عن القتال والحصار لأنه قبلي وأهالي صانور مثله , ثم لم يحمل جيشه حملة صادقة في قتاله . ( )
وقال شاعر لبنان يصنف الصعوبة والهول الذي لقيه هووالجيش أثناء الانسحاب ( ).
جينا بلاد جدي ما وصلها عرب ودروز الــــدولة بتـصلها
عربستان يا رب نصلـها بحق البيــت والعشرة الصحـــابا
صانور يا قبة الـــنور يـا ســت كل الــقرايـــــا
مكتوب في عالم الغــيب يـا رب تحـمي الــولايـــــا
كان هذا الفوز الذي أحرزه جبل نابلس وقلعة صانور دور عظيم فاق قدرة علي ظاهر العمر قبل سنين وقد أعجب النابلسيين بسالة شيوخهم فلقبوالشيخ يوسف الجرار (سلطان البر) , ولقبوإبراهيم باشا النمربـ(سلطان جبل نابلس ) .
وعاد ظاهر النمر إلى عكا أوصفد , واسترد الساحل كله وقام هووحذيفة الشيخ نا صيف المتوالي إلى شيخ جبل عامر بالاتفاق على الأمير يوسف الشهابي الذي كان لفشله تحت أسوار صانور تأثير كبير على نفسه فانقلب على والي الشام عثمان باشا الكرجي فالتقى جيش الشام بجيش لبنان وجبل عامر في سهل البقاع فغلب عثمان باشا وكان محمد باشا العظم قد حرك دمشق ضده فهرب فلتجأ إلى حماه. وفي عام 1776م حاصر الأسطول العثماني حماه حياة عكا, فقتل ظاهر العمر وعادة وعادت البلاد إلى الدولة, وعين احمد باشا الجزار على إياله الساحل. وعينت الدولة الشيخ يوسف الجرار متسلما لنابلس بالاضفاة إلى متسلمية جنين فتوحد شمال جبل نابلس وجنوبه واستمر الشيخ يوسف الجرار متسلما حتى عام 1204هـ/ 1780م( ).
-يتبع-
--------------------------------------------------------------------------------
ابوزوز07-03-2009, 07:09 PM
صانور واحمد باشا الجزار:
في عام 1204هـ, 1790م ضمت الدولة إياله الشام إلى الجزار وأصبح جبل نابلس داخلا في حكمه. فبدأت الدسائس والمفاسد, ( ) ذهب مشايخ جبل نابلس عند الجزار ولبسهم الخلع على حكومة بلادهم, وأما الشيخ فلم يذهب خوفا من غدر الجزار ولكنه أرسل الهدايا وطلب الخلقة حسب المعتاد من ولاة الشام فلم يقبل الجزار أمره بحضوره( ) وبما انه لم يطعه جهز عسكرا لمحاربته. تحصن يوسف أغا جرار في قلعة صانور التي احكم بناءها حتى أصبحت اقوي حصن في فلسطين. فحاصره الجزار في صانور مدة 50 يوما, لم يقدر جيش الجرار على دخولها كان ذلك في عام 1794م عندها هاجم صانور ولفمها فانفجر اللغم المصنوع من البارود بعساكره فقتل لكثير منهم فانسحب منها عائدا إلى عكا( ) في تلك الأثناء حاول الجزار إغراء الشيخ صالح السليمان شيخ حمد الله الجرادات بمتسلمية جنين بدلا من الشيخ يوسف الجرار فرفض قسمه, وكان ذلك سنة 1408هـ.وما حدث في صانور هوأن يوسف الجرار تحصن في قلعة صانور التي احكم بناءها حتى أصبحت اقوي الحصون فبعد القضاء على معامل الزيادينية في الجليل تقدمت جيوش الوالي وحاصرت صانور في ربيع الأول سنة 1791م ولكن عساكر الجزار الكثيرة التي قدرت بأربعة عشر ألف جندي, ومدافعه الثقيلة التي قصفت القلعة لم تتمكن من احتلالها , واستمر حصاره لها أكثر من شهر ونصف, لكن المحاربين المحاصرين في القلعة على الرغم من أن عددهم لم يزدد الألف إلا قليلا( ) ويؤكد الإخباري الدمشقي رسلان القاري تقرير القنصل الفرنسي المذكور عن هذه الحادثة إذ يقول : ( ركب على ابن جرار في قلعة صانور معا اخذ منه ولا باطل بعد ما ضرب عليها القنابل ومدافع وحفر لغومه وما استفاد شيئا, وداركه الحاج مرجل عنهم).
ويضف الهابي في وصفه محاولات الجزار المتكررة للتخلص من آل جرار في نابلس: (في كل سنة لا بد أن يصير مرتين ثلاث حرب بينهم, وفي كل مرة عسكر الجزار ويقتل منه جانب, وقد انفق أموالا لا تقدر على فتح هذه القلعة وذهب سدى( ).
إذ كان الهدف من الحملتين الفاشلتين على صانور سنة 1791 و1795 رفض الانقياد لمحاولته الهادفة إلى تركيز السلطة في يده( ).
إن حكم الجزار لم يعرف الهدوء النسبي على الرغم من امتداده حوالي 30سنة( ).وخلاصة القول أن احمد باشا الجزار لم يتمكن طيلة الفترة التي حكم فيها جبل نابلس ضم هذا الجبل وبالأخص صانور إلى حكمه أوأن يخضعهم إلى سلطانه. وقد أدرك فداحة الأخطاء التي ارتكبها ضد مشايخ جبل نابلس. فصار ويستجد بهم لصد الزحف الفرنسي"حملة نابليون" عن البلاد عام 1799م. فاظهر هؤلاء المشايخ كرم الأخلاق والثبات في قتال الغزاة. فأرسل الجزار قصيدة لشيخ آل جرار"يوسف الجرار" في قلعة صانور يستنجد به وبمجاهديه لمقاومة الفرنسيين وطردهم عن ديار الإسلام( ).
على ما يقول المجاهد الذي فاض وأبو بدمع جرى حتى على الوجنات
ولا يخلق الرحمن أفضل من النبــي النبي الهاشمي سيد الســادات
يا غاديــا مني على صيــد حـية تجد السرى لا تأمن السـروات
رباعية لا ظامــها ميــل العبــا تسـبق هبوب الريح بالفلـوات
تهــدي هدال الله خذلي رســالتـي مرقومـة بالخـط من العبرات
اقطـع بـها مـرج ابن عامـر وقبل تحلفي على بـلاد بها نخـوات
تلفي على جنين مع رايـق الضحــى تلقى بها علالى وقصور جنيات
طق لها بســرعة لا تأمــن الونـا قبل على "صـانور" فيها وبات
تلقى بهـا سـبع الفلا سـيد المــلا لسـنين الغلا صيتوعلينـا فات
قل له لا تحفظ الزلات يـا طالب الثنـا مضى الذي مضى رفاته وفات
وايش انخبرك عن علة ما نحصي عددها نصارى ترى ملبوسها اسكافات
اجتنا الفرنساوي شبه الجراد والحصـى سلاطين سبعة مع سـبع كرات
يهــدوا جوامعنــا ويبنــوكنايس ويدعوقناديل الإسـلام مطفيات
بريـتد منك فزعــة عامريــــة يوم الوغى ما تهاب من شوفات
تنطح كراديـــس الافرنج بجموعكم وتخلي عيـون الكفر مطفيـات
فلما وصلت قصيدة الجزار إلى الشيخ يوسف انفجر بالبكاء, وكتب قصيدة مماثلة ووجهها إلى أمراء ومشايخ جبل نابلس يستنهض هممهم للقتال وللجهاد.
وصلت جموع القبائل إلى قلعة صانور إلى أن يصل نابليون إلى جبل نابلس قادما من يافا, فقاد الشيخ يوسف أكثر الجموع إلى مرج ابن عامر وحاصر فرقة"كليبر" فأنهك قواهم وكادت تستسلم لهم القوة لولا نجدة نابليون لها فقصفت القوات الاسلاميه بالمدافع التي لا قبل لهم بها فاضطر إلى الانسحاب إلى جنين( ) فلما انسحب نابليون إلى عكا واصل رجال جبل نابلس هجومهم على مؤخرة الجيش المنسحب ونصبوالكمائن لهم حتى غادر البلد فهزم ووعاد إلى مصر بعد أن ترك ثلث جيشه قتيلا.
صانور وعبد الله باشا:
كان من الذين حاصروصانور في بداية القرن التاسع عشر. وقعت هذه الأحداث بعد الخلاف الذي حدث بين ولي الشام ووالي صيدا وعكا سنة 1830, ادعى فيه أن جبل القدس ونابلس من متعلقاته موقع الخلاف بينه وبين محمد باشا الشركس. وكتب الأخير للمتسلمين في البلدين يخبرهم بعدم إطاعة عبد الله باشا فأطاعوا تعليماته, فغضب والي عكا وعزل متسلم نابلس الشيخ عبد الله الجرار الذي رفض إطاعته. وولى على جنين مملوكه حسين أغا. بعد ذلك خرجت جموع من مضرب عبد الله باشا في عكا فخرج محمد أغا النمر والشيخ عبد الله الجرار والشيخ قاسم الأحمد والشيخ حسين عبد الهادي بجموع جبل نابلس إلى صفد إلا أن والي الشام خذلهم. فرجعت هذه الجموع إلى صانور فرأى احمد أغا النمر والشيخ القاسم ضرورة التفاهم مع والي عكا إلى أن تصدر أوامر سلطانية بحل الخلاف. وعرض شيوخ جبل نابلس طاعتهم على الوالي بواسطة اسعد بك طوقان. أما الشيخ حسين فقد تأخر مراعاة بخاطر الشيخ عبد الله, وكان اسعد بك مغتاظا من الشيخ عبد الله لتوليه متسلمية نابلس ومنافسته عليها, فاغتنم الفرصة وحرض عبد الله باشا على الشيخ حسين فأرسل الوالي يطلبها إليه, فذهب الشيخ حسين يرى حالة الوالي فوجده مغتاظا جدا من الشيخ عبد الله فعاد واعلم الشيخ عبد الله بتهديد الوالي فامتنع عن الذهاب إلى عكا. فاستعان الوالي بالأمير بشير الشهابي فتوجه بمجموعة بناء عساكره قاصدا صانور وحاصرها فلم يكن فيها سوى الشيخ عبد الله وبعض من آل جرار ومجموعة من أعوانهم ولم يتجاسر الشيخ حسين ولا غيره من الشيوخ المجاورين من إمداد صانور. فاضطر الشيخ عبد الله على التسليم وخاصة وخاصة عندما حضر إلى صانور أسعد بك ومصطفى بك اللذان أحسنا الظن بعبد الله باشا حيث وعدهما بالمحافظة على سلامة القلعة. وتم التسليم بشروط منها: أن يغادر آل جرار ومن معهم بعيالهم وجميع متاعهم خلال أسبوعين إلى ثلاث قرى وهي: جبع وطلوزة وعصيرة. وتسلم القلعة كتخذا إبراهيم باشا وكيل عبد الله باشا في شتاء 1246هـ لكنه خدعهم وخان العهد فهدم أسوار القلعة وأبراجها وبعض مبانيها وحرث ساحتها بالسكة والفدان واسر الشيخ عبد الله وأخذه معه إلى عكا( ).
وكان عبد الله باشا أول من نجح في عام 1830 باختراق صانور ودخول قلعتها إذا لم نستطع أن تصمد في وجهه( ).
بعد هدم صانورشمخ عبد الله باشا وتعالى حيث أطاعه جميع شيوخ البلاد. وقد ذكر الدباغ تفاصيل عن سير القتال في المنطقة المحيطة بالقلعة.
في سنة 1830طلب عبد الله باشا والي صيدا القدس من آل جرار أن يسلموه وقلعتهم فأبووأغلقوا عليهم بابها. فاعتبرهم عصاة ووجه إليه فرقة من جنوده بقيادة إبراهيم باشا ومعها المدافع والمعدات الحربية لمقاتلة الثائرين.وأمرهم بالتوجه إلى القلعة.ولما التقى الطرفان دارت رحى الحرب واشتد القتال بضع ساعات انتصر فيها الجنود وقتلوا 92 رجلا وقبضوا على نفرا منهم, وأرغموا الباقيين على الانسحاب إلى صانور والتحصن فيها( ) وطال الحصار بدون جدوى. واظهر المحاصرون قوة وشجاعة فائقتين وقتلوا من الجند عددا كبيرا وتمكنوا من الاستيلاء على الكثير من الذخائر وفتكوا بجحافلهم مما استدعى عبد الله باشا الجزار الى الحذر.
في تلك الأثناء طلب مساعدة الأمير بشير الشهابي وأغراه الخلع الكثيرة والهدايا الفاخرة, وحثه على بذل الهمة لأخذ القلعة قائلا"أن لم اخذ صانور اقتل نفسي" فأجابه الأمير"اني لا أفتأ أهجم عليها برجالي حتى ادخلها" رتب الاثنان أمر الحصار وبدأت القوات تطلق مدافعها على القلعة بشكل عنيف حتى انه كان يضرب في كل نهار ما يفوق عن 250مدفع ونحو50قنبلة إلى أن هدم أكثر أبراجها.
مع طول ساعات الليل اخذ رجال القلعة يهاجمون المحاصرين وخاصة رجال المدفعية فأغاروا عليهم بشجاعة نادرة وحتى أن نساء القرية شاركتهم بالقتال. إذ كانت تغط اللحف بالزيت وتشعلها وترميها إلى خارج السور ليتمكن رجال القلعة من رؤية العسكر وضربهم بالبارود. ودامت المعركة ثماني ساعات كان فيها رجال القلعة يستولون على المدافع إلا أن رجال الأمير بشير ردوهم إلى داخل القلعة.
كانت تأتي النجدات من مزار حريش فيأتي زلم من هذا الجبل يشتبكون مع قوات الأمير, عندما أدرك الأمير صعوبة الاستيلاء على القرية وقد كلفه ذلك أموالا طائلة وعساكر كثيرة لذا لجأ إلى مهادنه أهل الجبل فاجتمع بمن عقده من شيوخ جبل النار واخبرهم انه تنازل عن طلب المال, وحينما علم بأخبار انتصار الأمير بشير عاد عن قراءة وقال للشيوخ الذين عنده: ( أنا حلمي وشفقتي على الرعايا تنازلت معكم ولكن الباين أن أهالي بلدكم لا تنفع بهم الرحمة لان بعض حضوركم إلى قدامي يأتوا إلى عسكر ولدي الأمير بشير ويحاربوه ظنا أن يربحون) ( )
ثم خوفهم بقوة الأمير فأثر ذلك في نفس الشيوخ فتعهدوا للشيخ أن يدفعوا له المال الذي يريد وأنهم على استعداد لتسليم القلعة فسر عبد الله باشا لما سمع وأغدق عليهم الهدايا وأرسل كتب الأمان لأسعد بك طوقان والشيخ عيسى البرقائي لكنه أبقى أولاد الشيوخ عنده رهائن حتى يتم تسليم القلعة. وبعدما اخذوا الأمان من الأمير بشير الجرار وعيالهم وأموالهم وموافقة عبد الله باشا على ذلك ترك آل جرار صانور وسكنوا في قرى جبع وطلوزة وعصيرة.( )
تسلم الأمير بشير قلعة صانور, وأرسل عبد الله باشا القلعة من الأساس وان لا يبقى فيها حجر وتهدم وتعطل الآبار. فعل الأمير بشير بما أمر به وزير عكا وكتب إليه يبشره بانتصاره واستيلاءه على قلعة صانور وقال"بعد الاستيلاء على القلعة المنحوسة أمر بهدمها للأساس وحرث أرضها بالسكة والفدان حتى صارت بالفعل كأنها ما كانت موجودة( ).
أما الرجال الذين كانوا يرابطون في قلعة صانور ويدافعون عنها فكانوا من 22قرية من جبل نابلس والقدس, كان هذا بتاريخ 1246هـ في شهر شوال, وهم: ( )
20 من بني زيد من بلاد القدس 6 من عطموط من بلاد البيتاوي
15 من بني مالك من بلاد القدس 4 من سنيرية
10 من قبلان من مشاريق البيتاوي 15 من جماعين
30 من عقربة من بلاد البيتاوي 12 من أهل برقة
25 من الدير من بلاد البيتاوي 10 من دير شرف
6 من عقربة من بلاد البيتاوي 6 من المسيلة من أولاد موسى
8 من سالم من بلاد البيتاوي 10 من قرية عجة
15 من بورين من بلاد جماعين 20 من قرية عرابة
20 من قرية جيت 60 من قباطية
20 من قرية تل 8 من فراسين
50 من كفر قدوم 42 من المشايخ بيت الجرار
المجموع 367 رجل
صانور وإبراهيم باشا:
إبراهيم باشا"1789-1848" قائد مصري احتل سوريا في أواسط القرن التاسع عشر وهوالابن الأكبر لمحمد علي حاكم مصر.وفي عام 1831 تقدم إبراهيم باشا من مصر لاحتلال الشام. فاحتل بيت المقدس إلى عكا فاستولى عليها, فرح أهل البلاد بقدوم إبراهيم باشا املآ في إخضاع عبد الله باشا وكان الشيخ حسين عبد الهادي أول من اتصل بإبراهيم باشا وانضم إليه. فعل الشيخ حسين على إقناع شيوخ جبل نابلس على الانضمام لإبراهيم باشا وبالفعل نجح في ذلك فسر منه إبراهيم باشا وولاه مكان عبد الله باشا ايالة صيدا وولاه وولى سائر أقاربه البلاد فساد حكم آل عبد الهادي. إلا أن محاولة آل عبد الهادي الاستثناء بكل شيء في البلاد جعلهم على عداوة مع جبل نابلس جميعه, وقد انتهج إبراهيم باشا سياسة جعلت أهل الجبل يثورون عليه, فكانت بداية الثورة بين البدووبجوار البحر الميت, وتبعهم سكان جبل نابلس فتولى الشيخ قاسم الأحمد قيادة الثورة بذلك عمت الثورة جميع البلاد, فلما رأى إبراهيم باشا شدة خصومه عمد إلى التغلب عليهم بالوسائل السياسية, فقام إبراهيم باشا بإرسال رجاله لجمع القمح فرده سكان نابلس, فتحرك إبراهيم باشا على رأس قوة بلغت ستة عشر ألف جندي, واشترك معه الأمير خليل الشهابي واتبع أسلوب الشدة والإرهاب بحرق القرى تماما مثلما فعل الأمير بشير الشهابي من قبله عندما حاصر صانور, فحشد الثوار رجالهم في دير الغصون بقيادة قاسم الأحمد وعبد الله الجرار وعيسى البرقاوي واشتبكوا مع إبراهيم باشا في قتال عنيف كان فيه النصر لإبراهيم باشا, أثناء ذلك اضطر الثوار الانسحاب إلى صانور التي جدد بناء سورها من قبل الشيخ عبد الله الجرار بعد أن هدمه عبد الله باشا.فحاصرهم فيها وضربها بمدافعه فلم يتمكن من دخولها, فلجأ إلى الحبلة, وقام في الليل بنصب حجار فوق بعضها ووضع طرابيش في أعلاها بأعداد كثيرة, ظنا أن أهل القرية عندما يرونها في الصباح يحسبون أن أعداد كثيرة من الجنود تحاصر القلعة فيضطرون إلى التسليم أويطلقون عليهم الرصاص فتنفذ الذخيرة, ولكن الفزعات التي كانت تأتي إلى القرية عن طريق الجبل ومزار حريش اكتشفت هذه الخدعة فكانت هذه الفزعات تنشد الأهازيج التي تقوي المعنويات وتعمل على تثبيت المحاصرين في القلعة ومنها:( )
إبراهيم باشا يا مغروم لبست الحجر طنطور
كل القرايا طاعت لك ما عدا قلعة صانور
صانور ياصانور فيك سبوعة ونمورة
يوم هدوا على إبراهيم خلوعرًي مكفورة
شدد إبراهيم باشا الحصار على القلعة وأقام حولها المتاريس التي ما زالت حتى اليوم ونصبت عليها المدافع وخاصة في جبل أبوجبين في الجهة الشمالية الغربية من القلعة. وكان يقصفها كل يوم في النهار حتى هدم أعالي الأبراج وأجزاء من السور. أما أسفل السور فلم تؤثر فيه المدافع, فكانت القنابل لا تصوب حوله وتقع وفي الليل كان الجنود يحاولون التسلق إلى السور إلا أن المدافعون كانوا يضربونهم من أعالي السور وخاصة في الليالي المظلمة. أما النساء فكما فعلن في حصار عبد الله باشا فعلن في هذا الحصار فكن يضعن اللحف بالزيت ويشعلن نار وتلقيها على الجنود وهم يتسلقون ليراهم المدافعون في القلعة. وكن يذرين الشيد فوق رؤوسهم ليقع في عيونهم. فلما طال الحصار ونفذ الماء والمؤن اضطرت القلعة إلى التسليم بعد حصار دام ستة أشهر( ).
بهذا الحصار ختمت هذه الأحداث التي توالت عقودا كثيرة على صانور وأهلها وقلعتها. بعد أن شهدت أيام وليالي وحتى سنوات عصيبة على أيدي زعماء وقادة مختلفين. فكان أهلها في كل مرة مستعدين إلى أن يضحوا لأجلها ويقفوا وقفة رجل واحد في وجه كل طامع معتدي فكانت الكلمة واحدة لا يتراجعوا عنها مهما كانت خسائرهم فاظهروا الشجاعة والجرأة في جميع مواقفهم ومع جميع خصومهم فإباء أهل هذه القرية وكرامتهم وشجاعتهم وحبهم لصانور جعلهم صفا واحدا أوجيلا راسخا وقلعة صامدة في وجه أي معتدي.
ملخص تاريخ القرية وال جرار:
الشيخ محمد الزبن" آل جرار" بدأ بناء منازله في صانور
أتم الشيخ يوسف الجرار الملقب بـ "سلطان البر" بناء القرية وإنشاء
السور والقلعة
1790 هجوم احمد باشا الجزار على القلعة
1795 هجوم احمد باشا الجزار للمرة الثانية
1798 شارك يوسف الجرار بالتصدي لحملة نابليون
1820 تولي عبد الله اليوسف الجرار الحكم وهوجمت صانور خلال حكمه مرتين
1825 هجوم عبد الله باشا والي عكا على صانور مستعينا بالأمير بشير الشهابي
1834 قتل الشيخ عبد الله الجرار على يد إبراهيم باشا أثناء هجومه وحصاره
لصانور
نتائج الدراسة
من خلال الاطلاع على الدراسة التي اجريت فقد حاولت من خلال ما توصلت اليه من معلومات التركيز على ما يلي :
1. دراسة صانور كقرية عربية فلسطينية توالت عليها الاحداث في السنوات السابقة مع التركيز على فترة الحكم العثماني.
2. فقد كانت صانور واحدة من قرى وبلدات فلسطين حملت الهوية الفلسطينية , ووقفت ضد اي محاولة من قبل اي سلة اوزعامة لطمس معالمها وتاريخها.
3. تبين من خلال البحث الحاجة الى التوسع في الدراسة لهذه القرية من جميع الجهات والجوانب المختلفة سواء كانت الدراسات تاريخية او اقتصادية او اجتماعية.
4. كما تبين ان اثار البلدة القديمة وبالاخص قلعتها أهملت من قبل الاهالي وكذلك الجهات المختصة لترميم الاثار والحفاظ عليها. وكذلك ايضا بيوتها القديمة التي تعرضت لعمليات هدم مستمرة لإنشاء المساكن الحديثة وعدم الوعي بهذا الجانب جعل اهل القرية انفسهم المتسببين الاساسيين في تدمير واخفاء هذه الاثار وهذا التراث.
5. كما ان سور البلدة القديمة كذلك قد هدم جزء منه ولم يبق الا اثار بسيطة تدل على هذا المعلم التاريخي فلم لا نحرص على هذه الاماكن ونجعلها رمز للقرية وللجبل التي تعتبر صانور اهم قراه.
قائمة المصادر والمراجع
أولا: المصادر والمراجع:
ابو حجر, امنة, 2003, موسوعة المدن والقرى الفلسطينية, ج1, ط1, دار اسامة للنشر والتوزيع, عمان.
توما, اميل, 1983, فلسطين في العهد العثماني, دار الفجر للطباعة والنشر, القدس.
جامعة القدس المفتوحة, 1995, جغرافية فلسطين, منشورات جامعة القدس المفتوحة.
جرار, حسني ادهم, 1990, المعارك التاريخية على ارض الشام"جبل النار تاريخ وجهاد1700-1900", ط1, دار الضياء للنشر والتوزيع, عمان.
جرار, وليد صادق, 1985, شاعران من جبل النار ابراهيم طوقان وعبد الرحيم محمود, ط1, الشرق الاوسط للطباعة.
الدباغ, مصطفى, 1991, بلادنا فلسطين, ج2 – م2, دار الهدى, كفر قرع.
الدباغ, مصطفى, 1991,بلادنا فلسطين, ج3 – م2, دار الهدى كفر قرع.
دورماني, بشارة, 1998, سلسلة المدن الفلسطينية اعادة اكتشاف فلسطين" اهالي جبل نابلس 1700-1900", ط1, مؤسسة الدراسات الفلسطينية, بيروت نقطة.
شراب, محمد حسن, 1994, معجم بلدان فلسطين, الاهلية للنشر والتوزيع.
10-شولش, الكزندر, 1993, تحولات جذرية في فلسطين 1856-1882, دراسات التطور الاقتصادي
والاجتماعي والسياسي, ط2, منشورات الجامعة الاردنية, عمان.
11-عراف, شكري, 1996, القرية العربية الفلسطينية, مباني واستعمالات ارض, ط3, مطبعة مخول,
حزبون.
12-غنايم, زهير عبد اللطيف, محافظة, محمد عبد الكريم,2000, فلسطين في نهاية العصر العثماني, من خلال الرحلة التي قام بها محمد رفيق التميمي ومحمد بهجت الكاتب, الشركة الجديدة للطباعة والتجليد, عمان.
13-مناع, عادل, 1991, اعلام فلسطين في اواخر العهد العثماني, 1700-1918, ط1, مؤسسة الدراسات
الفلسطينية, بيروت.
14-النمر, احسان, 1975, تاريخ جبل نابلس والبلقاء, "احوال المئة سنة الماضية", ج4, مطبعة جمعية عمان,
المطابع التعاونية, نابلس.
15-هيئة الموسوعة الفلسطينية, 1984, الموسوعة الفلسطينية, القسم العام - م1, ط1, دمشق.
16-هيئة الموسوعة الفلسطينية, 1984, الموسوعة الفلسطينية, القسم العام – م2, ط1, دمشق.
ثانيا:المقابلات الشخصية:
السيد انيس عقاب عيسة, (78 عام),مزارع, صانور.
السيد نايف زهدي جرار,(78 عام), مدير متقاعد, صانور.
السيد محمد سعيد عبد الرحمن العيسة, (78 عام), مزارع, صانور.
السيد محمود امين ولد علي, (82 عام), معلم متقاعد, صانور.
السيد سليم محمد ولد علي, (60 عام), مدير متقاعد, صانور.
السيد احمد مرعي ابوعلي,( 75عام), مزارع, صانور.
السيد سمير ابوليمون عيسة,(60 عام), مزارع, صانور.
ثالثاً: سجلات واوراق خاصة:
سجلات مجلس قروي صانور.
سجلات دائرة الزراعة, رام الله.
سجلات دائرة الاحصاء, جنين.