موجهة للأطفال من 6-12سنة
فكرة تحمل رسالة على لسان الحيوانات
ليس على الأرض أحد لم يسمع بالأسد "ملك الغابة " يعرفه البشر ويخافوه وكذلك الحيوانات الأخري ,كل من في الغابة يعترف بقوته, ويحسب له ألف حساب ، لأنه عنيف ، شرس، لا يرحم ، يأكل الضعيف، ويقتل من يعانده، وتوج نفسه ملكاً عليهم الحيوانات رغماً عنهم ، وحين رأى أن جميع الحيوانات في غابة درب الأقوياء تنظر له من منظار القوة ,تكبر وتجبر وتمادى على الغابة ومن يعيش فيها ,بدء بفرض طقوسه الغذائية الخاصة وأخضع الجميع لقانونه "قانون الغاب"وأجبرهم على تقديم قرابين لإرضائه ,كانوا يدفعونها من كدهم وتعبهم ومن رزق أطفالهم الذين كانوا ضحية جشعه وقسوة قلبه.
وبقي الحال أياماً وأيام ، ومرت الأيام و الشهور والسنين ، وفي أحدى الأيام أستيقظ الأسد من نومه وقد تملكه شعور غريب بالعظمة وغرور وطمع شديدين , فزئر بأعلى صوته فأيقن الذئب أقوى حراسه أن شيئاً ما سوف يحدث أو أن حدثاً كبيراً سيحدث .
جاء مسرعاً للأسد يؤكد ولاءه وحرصه على تلبية رغباته , فقال الأسد له : أخبر الحيوانات أني بلغت الخمسين من عمري, وأريد اليوم أن أقيم أحتفالاً كبيراً بعيد ميلادي وأريد كل واحد منهم إحضار وجبة لذيذه أو هدية غير عادية لأتأكد من ولائهم وحبهم لي ، ولا أستثني أحد منهم من ذلك ,وزئر مرة ثانية مغروراً واضاف :وخاصة أبو زلومه وأرنوب, عليهما أن يحضرا لي شيئاً يرضي غروري وإلا كانا وجبتي المفضله في الليلة المقبلة .
إنحنى الذئب وقال للأسد : سمعاً وطاعة يا سيدي ,ثم غادر المكان وذهب إلى الساحة , حائراً مشفقاً ,خائفاً ثم نهض مسرعاً فقرع الطبل منادياً أهل الغابة , وأخبر الحيوانات بطلب الأسد ، واشار إلى الأرنب والفيل كي يبقيا لإن لهما رسالة خاصة من الأسد ، ذهبت الحيوانات جميعها وبقي أبو زلومة وأرنوب فأخبرهما الذئب بطلب الأسد ، فقال الفيل له : ألا تخجل من نفسك أيها الذئب مما أوصلك إياه الأسد المغرور ، وقال الأرنب : كيف تسمح له وأنت كنت القائد المسيطر على الغابه قبل مجيئه ، صمت الذئب"منتهداً " ثم رفع رأسه بعصبية وقال : وما علي أن أفعل بعد أن قتل زوجتي وتركني وحيدا خادما له ؟
نظر الفيل إليه ثم أنزل خرطومه الطويل مواسياً له وقال: لما الضعف ونحن جماعة أقوى منه . وأضاف قائلاً للذئب : نتحد ونتعاون معاً ونتخلص من الأسد الى الأبد ، فقال الذئب بخوف وهو يرتجف ,لا لا لا شأن لي بكما .
فقال الأرنب : لقد وضعنا خطة له نتخلص منه للإبد و لن يشك بها ، وسنعمل على إرضاء غروره و نحتفل بعيد ميلاده في إحتفالية خاصة , كما يريد نجعله يرقص ، ويأكل ويفرح وترقص معه الغابة ,الطيور تغني والغزلان ترقص والشجر يتمايل ,والزهور تفوح بشذاها الجميل والكل يشارك بالحفل ثم نقوم نحن بتنفيذ خطتنا كما هو يتمنى وسنجعله يوماً لا ينسى من سجل الغابة الحافل بجرائمه .
فقال الذئب: كيف وأعوانه يحيطون به في كل مكان ومن يقوى على حمله وهو صاحب وزن ثقيل ، فقال له الأرنب : لا عليك أيها الذئب كل شيء تم التخطيط له والمطلوب أن يطمئن الأسد بأن حفل ميلاده الخمسين سيكون تاريخي وما عليك إلا أن تؤكد له أن الجميع سيكون عنده مساءً للإحتفال , وتجعله يأكل كثيرا وتخبره بأن الجميع يتمنون له طول العمر والبقاء ملكاً فوق رؤوسهم .
وافق الذئب على ذلك شريطة أن لا يكون له أي تدخل في حال فشلهم ,ووعدهم بأن يعمل على توفير أقصى درجات الراحة للأسد وطمأنته بأن الجميع حريصون على إسعاده .
عند المساء بدأت الحيوانات بالتجمع في الساحة وتقديم ما لذ وطاب للأسد من الطعام المتنوع ما بين الحلويات والمأكولات الشهية فقرعت الطبول وغردت العصافير ورقصت الحيوانات ولبست أجمل حلتها وأزدانت الساحة الكبرى بالبالونات والأعلام الخاصة بغابة الورد الحزين ، وجلس الأسد "ملكاً مغروراً "يأكل بوحشية وشراهة وجشع مقزز ,وينظر للحيوانات وكأنهم حشرات أمامه يأمر هذا ويضرب ذاك ويضحك بجرأة غير متناهية .
وقف الأرنب في وسط الساحة يرقص أمامه الفيل بقوم بألعاب بهلونية يلهي الأسد ويرضي غروره ,كي يوهماه بأنهما فرحين معه بعيد ميلاده ،ووضعت فوق ظهر الفيل كعكة العيد وقد غطتها 50شمعة ملونة , فبدأ لعاب الأسد يسيل من فمه , وطلب من الفيل الركوع على الأرض كي يطفئوا شموع عمره الماضية ,فأقترب الفيل ثم فعل ما طلب منه ,وألتف الجميع حوله وبدأوا بالغناء والرقص فدنى الأسد من الكعكة الكبيرة وأطفأ الشموع وتطاير اللهب على الحيوانات فتأذوى لكن لم يصرخوا ولم يتذمروا فزئر الأسد من شدة فرحه بالمنظر وتملكه غروراً أكبر وساد الصمت المكان بعدما إلتهم الأسد قالب الحلوى ولم يطعم منه أحد وذهب الجميع عائدين إلى بيوتهم .
فأقترب الأرنب من الأسد هنأه بالعيد وقد بدى عليه التعب والأرهاق وضيق التنفس وقال للأسد : سيدي لقد طلبت مني شيئاً مميزاً وها أنا وأطفالي وزوجتي سنكون وجبتك المفضله على العشاء الذي تختتم به أمسيتك وأحتفاليتك ,أننا جميعاً قرباناً لك ,وقبل أن تأكلنا نتأمل منك أن تشاركنا الرقص, وهو مطلب حق لكل من يضحي بنفسه أرضاء لولي نعمته.
زأر الأسد عالياً وقال بخبث : حسناً أيها الأرنب ، إني موافق ، هيا نرقص معك وبدأ الفيل يصفق ويرقص ويغني والأسد ثملا فرحاً متفاخراً بهذه العظمة حتى زاد عليه التعب وبدأ يتهاوى غير مسيطر على نفسه بعد أن قام الذئب بإبعاد حرسه الخاص ,مقنعاً إياهم أن الأسد له تصرف خاص مع الأرنب واسرته وهولا يحتاجهم بعد أن ذهب الجميع , فاطاعوه وتركوا الأرنب وأطفاله والفيل إلى جانبه يراقبه بحذر , وحين بدا النعاس يداعب جفون الأسد والإرهاق أخذ منه مأخذاً كبيرأً , أسرع الفيل وضربه بخرطومه ا وأنهالت عليه الضربات من زوجة الأرنب وأبناءه في كل مكان من جسمه ,وجثوا فوقه بعدما سقط مغمياً عليه فزادوه ضرباً حتى مات .
وأطلق الفيل بخرطومه صوتاً يختلف عما كان يسمعه سكان الغابة وأسرعوا إلى الساحة فرأوى الأسد ميتاً , ففرحت الحيوانات كثيراً وأتمت الأحتفال فوق جثته وقرروا أن يتحدوا جميعاً لخدمة صالح الغابة ومن فيها بكل تفاهم وود ورحمة