رسالة المسجد الأَقصى إلى المسلمين
نجوى وشكوى وحنين
د.عدنان علي رضا النحوي
www.alnahwi.cominfo@alnahwi.comأنا المسجدُ الأَقصى ! وهذي المرابعُ
لـقـد كـنـتُ بين المؤمنين iiوديعةً
يـضـمّـون أَحـنـاءً عليًّ iiوأعْيُناً
زُحـوفٌ مـع الأَيامِ موصولةُ العُرا
إِذا أعـوزَ الـقـومَ السلاحُ iiتواثبُوا
وعَـهْـدٌ مـع الله الـعـلـيِّ iiيشدُّهُ
وأنّ جـنـانَ الـخُلد بالحقّ iiتُجْتَلَى
مـواكـبُ نـورٍ يملأ الدهرَ iiزحْفُها
وتَـنـشُـرُ فـي الدنيا رسالة iiربِّها
وتـنـشُـرُ أنـداءً وتَـسْكُبُ iiوابلاً
* * ii*
فـمـا بالُ قومي اليومَ غابُوا iiوَغُيِّبوا
ومـا بـال قومي بدَّلوا ساحةَ iiالوغي
ومـا بَالُهم تاَهوا عن الدرب iiويَحَهمْ
فـغـابَ نـداءٌ مـا أجـلَّ iiعَطاءَه
وكـانـتْ مـيـادينُ الشّهادة iiساحَهم
وفـي كـلِّ يـومٍ مَهْرَجَانٌ iiيَضُمُّني
وكـانـتْ دمـاءُ الـمـؤمنين iiغنيَّةً
فأصبَحْتُ ، ياويحي ، أَحاديث مَجْلسٍ
وكـان يُـدوّي فـي الميادين iiجولةٌ
وَكـمْ كْـنتُ أَرجوأن تكون iiدُموعُهمْ
* * ii*
أَيـذْبَـحُـني أهُلي و يَبكُونَ iiبَعْدَها
فَـكَـمْ تـاجـرٍ أَلـقى بِلَحْميَ سِلْعَة
فـهـذا يُـنـادِي بـالتجارة iiجَهْرَةً
فـغـاصُوا جميعاً بِالوُحُولِ iiوَغُيَّبوا
* * ii*
فـمـا أَنـا جُـدْرانٌ تَـدورُ وسَاحَةٌ
يَـمُـدُّ لـيَ الآفـاقَ وحْـيُ iiرسالةٍ
ريـاضٌ يَـرِفُّ الطيبُ منها iiوتغتني
فِـمـنْ مُـهْجَةِ الإِسْلام مَكّةَ iiخفقتي
ومـن كـلِّ دارٍ مـنـبَـرٌ iiومـآذِنٌ
قُـلـوبٌ لـهـا خفقُ الحياةِ iiوأضْلُعٌ
تـظـلُّ عُـروقـي بـالحياةِ iiغنِيَّةً
وأَيُّ حَـيـاةٍ دونَ ذلـك iiتُـرْتـجَى
* * ii*
ونـادَى مُـنـادٍ حَـسْبُنَا كِسرةٌ iiهِنا
وطـافـتْ عـلى الدُّنيا الهزائمُ iiكلُّها
تَـشُـدُّ عـلـيَّ اليوْمَ قَبْضَةُ iiمُجْرِمِ
وفـي كلّ يوم، وَيْحَ نَفْسي ، iiمَسَارحٌ
تُـدَارُ خُـيـوطُ المكْر خَلْفَ ستارها
ويَـطْـوِي عَلى هُوْنٍ أسايَ و iiذِلتي
تُـمـزَّقُ أَوْصَـالي وتُنْزَعُ iiمُهْجتي
يـقولون " تحريرٌ " ويُجْرون iiصَفْقَةً
يـقـولـون " تقرير المصير" و iiإنّه
يـفـاوضُ فـيه الشاةَ ذئبٌ iiوثعلبٌ
يـقـولون : أهلُ الدار أدرى iiبحالها
وأهـلـيْ ! وما أهلي سوى أَمَّة iiلها
وصـفٌّ يـشـدُّ المؤمنين جميعهَهُم
إذا لـمْ تَـقُـمْ في الأرض أمَّةُ iiأَحمدٍ
* * ii*
حـنـانـيكَ يا أَقْصَى ! حنانَيكَ كُلَّما
فـيـافٍ تـرامـتْ بَيْنَنَا و iiمَسَالِكٌ
تَـمُـرُّ مَـعَ الـذّكـرى لتوقظ iiأُمّةً
أُطـأطـئ رأسي ما خَطَرتَ iiوأَنثني
وأُصْـغي ! ونجْوى البرتقال iiتهُّزني
يـعـيـدُ لـنا العُتْبى حنينٌ iiمرجّعٌ
فـيـا أيـهـا الأقْصى أنينُك iiموجعٌ
حَـنـيـنـكَ أصداءُ العصورِ ولَهفةٌ
* * ii*
رجعتُ ! فناداني ! وعدتُ لكي أَرى
وقـال : إبـائـي يحجزُ الدمعَ iiكلَّهُ
جَرَتْ دَمْعةٌ في الأرض مِنهُ iiفَأَوْقَدتْ
تَـخُـوضُ مَـيادينَ الجِهادِ iiوتَعْتَلي
فَـلَـسْـطِينُ حقُّ المسْلمين جَميِعهم
بـقايا ! وذكرى ! والأَسى iiوالفواجعُ
عـلى الدّهرِ ما هبّوا إِليَّ iiوسارعوا
وتـحـرُسـني مِنْهم سيوفٌ iiقواطعُ
فـتـرتجُّ من عزْم الزُّحوف iiالمرابع
تـجـودُ قُـلـوبٌ بـالوفا وأضالعُ
يـقـيـنٌ بـأنَّ الـمـرءَ للّه راجِعُ
وبـالـدَّم تُـجْـلَـى ساحةٌ iiووقائِعُ
فـيُـشـرقُ مـنها غَيْهَبٌ iiومطالِعُ
فَـتُـصغِيْ لها في الخافِقَين iiالمسامعُ
فـتـخـضّـرُّ ساحاتٌ ذَوَتْ وبَلاقعُ
* * ii*
ومـا عـادَ فـي الآفاقِ منهم iiطلائعُ
فـغـابَـتْ مـيـادينٌ لهم iiومصانِعُ
فـجـالـتْ بهم أهواؤهمْ iiوالمطامعُ
تُـردّدُهُ فـي كـل أفـق iiمـجـامعُ
فـصـارَ لَـهُـمْ ملء الديّارِ iiمَراتعُ
وتـنـدبـنـي بين القصيد iiالمدامِعُ
تُـصَـبُّ وأرواحُ الـشـهودِ تدافِعُ
وأدمـعَ بـكَّـاءٍ حَـوتْه iiالمضاجِعُ
فـصـارَ يُـدوّي بـالشعاراتِ iiذائعُ
دِمـاءً تُـرَوّى مِـن غِـناها iiالبَلاقِعُ
* * ii*
عـلـيَّ ؟! لقد سَاءتْ بذاك iiالصنائِعُ
وقَـدْ عَزَّ في الأسواقِ منها البَضائِعُ
وذاك يُـواريـه شِـعـارٌ iiمـخادِعُ
بـتـيـهٍ ودارَتْ بَيْنَ ذاكَ iiالمصَارعُ
* * ii*
ولـكـنّـنـي أُفْـقٌ غَـنيٌّ iiوواسِعُ
وحَـبْـلٌ مـتـيـنٌ للمنازِلِ iiجامِعُ
مِـنَ الـطّـيب سَاحَاتٌ بها iiومَرَابعُ
ومِـنْ طـيبَةٍ وحيٌ إلى الحقِّ iiدافعُ
بـيـوتٌ تـدَوِّي بـالـنّداء iiجَوامِعُ
تـجـيـشُ وآمـالٌ غَـلَتْ iiوَوَدائعُ
إِذا اتّـصـلـتْ بين الدّيار iiالشرائِعُ
إِذا انـتزَعْتني مِنْ ضُلوعي iiالمطَامِعُ
* * ii*
ونـادَى سِـوَاهُ نَـرْتَـجي iiونُصانِعُ
شـعـارٌ يُـدَوّي أو ذلـيلٌ iiوضارعُ
ويَـجْـتَـالُـنـي مَكرٌ لهُ iiوأصابعُ
تُـدَارُ وأَهْـواءٌ عَـلـيْـهـا iiتَنَازَعُ
وتُـعْـلـنُ آمـالٌ عَـلـيْها iiلَوامِعُ
شِـعَـارٌ يُـدَوّي أو أمـانٍ iiروائـعُ
ويُـطـلَبُ نَصْرٌ والنُّفوس iiخَواضِعُ
عَـلـيْـهـا شُهودٌ ضِامنون iiوبائعُ
لَـتـدمـيـر آمـالٍ : فَمعْطٍ iiومانِعُ
وقـد مَـهَّـدَتْ عَبْر السنينَ iiالوقائعُ
وأيـن هُـمُ ؟! إني إلى الله iiضارعُ
مـن الله عـزمٌ فـي الميادين iiجامعُ
كـأنَّـهُـمُ الـبُـنْيانُ : عالٍ ومانعُ
فـكلُّ الذي يَجْري عَلى السّاحِ iiضائعُ
* * ii*
خَـطَـرْتَ وَشـدَّتني إليكَ iiالنّوازعُ
تُـسَـدّ و أشـواقٌ إلـيـك iiتُصارعُ
وحـوْلـكَ غـافٍ لو علمتَ iiوقابعُ
وطـرفـيَ مـن هُوْنِ المذلَّة خاشِعُ
وَوَشْـوشَـةُ الـزيتونِ منكَ iiقَوارعُ
يـردّدُهُ فـيـك الـحـمامُ iiالسواجِعُ
تـهـيـجُ به بينَ الضلوع iiالفواجعُ
فـصـبراً وما يُدريكَ ما الله iiصانِعُ
* * ii*
عـلـى جـانِـبَـيْـه دَمْعةً iiتتدافَعُ
ولـكـنَّ حُـزْني اليومَ طاغٍ iiودافعُ
عـزائـمَ أجـيـال وزحـفاً iiيُتابع
ذُرَاهـا تُـدَوِّي بـالـجِهادِ iiالمجامعُ
وهـذا كـتـابُ الـلّهِ بالحقِّ iiسَاطِعُ