يا قدس
أ.د/ جابر قميحة
gkomeha@gmail.comنظمها الشاعر في ذكرى الإسراء والمعراج ، وقد رأى الصهاينة يُدنسون ساحة الأقصى الشريف.
مدخل : ( حديث إلى الكبار )
يـا كـبـارًا- ولستمو iiبكبارٍ
كـم كبيرٍ في بوله راحَ iiيحبو
وصـغـيرٍ قد عظَّمته iiالمعالي
يـا كـبارَ المقامِ، هنتم iiوبعتم
فـالـذي بـاع شعبَهُ iiمستهينًا
هـل أمِـنتم مكرَ اليهودِ إذَا iiمَا
فـاحذروهم، إن فاجئوكم iiنياماً
لـستُ أدري ما يفعلونَ iiولكنْ
مَـن يـهنْ يسهلُ الهوانُ iiعليه
إنَّ بـالـعـقلِ يُعرفُ iiالكبراءُ
زعَّـمَـتْهُ الأنطاعُ والأغبياء!
عَـزْمـةٌ حـرُّةٌ نَمَاها iiالإباءُ!
لـم يـعد للشعوبِ فيكم iiرجاءُ
هـو والـغاصبُ العدوُّ iiسواءُ
أنـكـروكـم، وحلَّتِ البَغضاءُ
فـي هـناءٍ فَلاَتَ حين نَجاءُ!
يمسكُ البوحَ عن لساني الحياءُ
مـا لـجـرحٍ بـميِّتٍ iiضرَّاءُ
يا قدس
قُـومِـي وشدِّي الفجرَ مِن غَسَقِ الظَّلامِ وكَبِّري
فـلـطَـالـمـا حبَسُوا عليك سُجونَ ليلٍ iiأكْدَرِ
وبـنَـوْا سُـدودًا عَـاتِـياتٍ ذاتَ وجهٍ iiمُنْكرِ
قـومِـي – فـديُكِ – كفْكفي منْ دمعِكِ iiالمُتحيِّرِ
قُـومِـي عـلـيكِ مهابةٌ مِنْ عزِّ ماضٍ iiمزهرِ
مـاضـي الـبـسالةِ، والكرامةِ، والإباءِ iiالنيّرِ
ولْـتـرْجِعِي أمجادَ حمزةَ ، والحسينِ ، وجعفرِ
وأبـي عُـبـيـدةَ ، والمُثنَّى ، والرعيلِ iiالخيّرِ
إنَّ الـزمـانَ بـغـيـر ما قدْ سجَّلوا لم iiيفخرِ
* * ii*
والـيـومَ قـدْ داسَ الكلابُ على حِماكِ iiالأطهرِ
فـلْـتـنهضي، وبماءِ قلبكِ فاغسليه، iiوعطِّري
وتـطـهرِي مِنْ رجْس مَنْ قَدْ دنَّسوه، iiتطهرِي
وتَـوضـئِـي يـا قـدسنا من ماءِ نهرِ iiالكوثرِ
وبـثـوبِ عِـفَّـتكِ المصُونِ تزملِي، iiوتدثري
وتـزودي مِـنْ سُـورة الأنـفـال.. iiوالمُدَّثِرِ
* * ii*
هـذا هـو الإسـراءُ، قُومي استقبليه، iiوكبري
وتـفـيـئـي مِـنْ نُورِ أحمدَ فِي بهاه iiالأوفرِ
إنـي أراه عـلـى البراقِ، وطَيْفُه في iiناظرِي
بـلْ فـي دمـاي كـأنّـهُ شـلاَّلُ نُورٍ iiمُسْفِرِ
فـأعِـيـشُه في مظهري، وأعِيشُه في مخبرِي
وأعِـيـشُه في غربتي، وأعِيشُه في iiمحضري
وأكـادُ أفنى في هوى المحرابِ، أو في iiالمِنبر
* * ii*
قُـومـي، ومِـنْ كل القيود الغُشْم.. iiفلْتتحرري
وتـبـوئـي عـرشَ الكرامةِ والعُلا، iiوتأمّرِي
فَـلأنـتِ يـا قدسُ الأميرةُ في جميع iiالأعْصُرِ
أمَّـا الـكـبـار فـهَمُّهم "رَفعُ" الرصيدِ iiالمُثمرِ
الـراكـعـون الـساجدون لكل نذلٍ.. iiمُفترِي
الـبـائـعـون الأرضَ بالذهب البغيِّ iiالأصفرِ
والـبـاذلـون الـعِـرْضَ دونَ ترددٍ iiللمُشترِي
لا تَـعـجـبـي... هذا زمان النذل، iiوالمتسعر
وبـه الـسـيـادة لـلـدعيِّ الداعرِ.. iiالمتنمِّرِ
ولـكـل لِـصٍّ غـادرٍ، أو.. مـاجنٍ iiمُستهترِ
لا تـفْـزعي.. لكَنْ مِنَ الخدعِ اللئيمةِ iiفاحذري
وإذا أرادُوا يـخـدعـوك بـخِـسَّةٍ، وتجبر :
فـتـذمـري، وتـمـردي بـعـزيمةٍ لم iiتُقهرِ
هـامُـوا ب"خارطة الطريق" الضائع iiالمُتعسِّرِ
قالوا الطريقُ.. هُو الطريقُ إلى المصيرِ المُزهرِ
والـعـيـشِ فـي سعدٍ وعزٍّ بالسلام iiالأخضر
ويُـبـشـرونـك بـالـثراء خلال عدة أشهر
فـلـتـحـذري يـا قدس إن طريقهم لِلأخسر
فـعـلـيهِ قطاعُ الطريقِ... عِصابة من iiمَنْسرِ
كـبـنـي قرَيظة، والنضيرِ، وقينقاعَ.. iiوخيبرِ
يـتـلـمـظون كما الأفاعي.. همّهم أن iiتُقبرِي
أو تـنـحـنِـي أو تـنزلِي عن حقِّكِ iiالمُتَجذِّر
فـتـشـبـثِي بالحق.. حقِّك في عزيمة iiقَسْور
وتـحـصـنِـي بـالعزة القعْساء، لا iiتتقهقرِي
وطـريـقَـهـم لا تـسـلكيه، ففيه كل iiمدمّر
أمـا طـريـقـك .. فالجهادُ المرُّ حتى تظفرِي
فـحـمـاسُ عـزِّالـدين بالمرصادِ iiللمستعمرِ
بـالـمـدفـعِ الرشاشِ ينطقُ باللظى iiالمتسعرِ
ويُـفـجـرون جُـسـومهم بين العِدَا iiلتُحرَّرِي
قـد ذَلَّ مَـنْ تـركَ الـجـهادَ، ولان للمتجبرِ
* * ii*
لا تَـيأسي مِنْ روْح ربي، وانهضي iiواستبشري
فـالـنـصـرُ ليس بطائراتٍ، أو بقوةِ iiعسْكرِ
أو بـالـخـداعِ، وبـالـمكائد.. والعديدِ iiالأكثرِ
الـنـصـرُ يـا قدسَ العروبة باليقينِ iiالأطْهرِ
الـنـصرُ بالإيمان.. والعزمِ الوثيقِ.. iiتذكري:
مَـنْ يـنـصر اللهَ القديرَ على الأعادِي iiيُنْصَرِ